التخطيط الحضري : العيون تساهم في بلورة مفهوم "المدينة البيئية-التكنولوجية"

نظمت مؤسسة فوسبوكراع المنتدى الحضري العالمي الأول حول "مدينة التحديات" حول موضوع الإبتكار البيئي والتكنولوجي.

يتطلب التحول السريع للمدن والتحديات الناجمة عن ذلك رؤية بعيدة المدى من طرف صناع القرار، المهنيين، الأكاديميين، ممثلي عالم المقاولات من أجل معالجة تحديات مدينة الغد وتحديد الحلول المستدامة القابلة للتطبيق.

من خلال هذا المنتدى العالمي الذي انعقد من 18 إلى 19 أكتوبر 2019 بقصر المؤتمرات بالعيون، تهدف المؤسسة إلى استفادة جهة الأقاليم الجنوبية من منصة رفيعة المستوى للتفكير بغية تحديد الآليات الجديدة الكفيلة بتنشيط هذه المناطق والتي تمكن من مواجهة تحديات المدن من خلال الجمع بين الابتكار التكنولوجي وحماية الخصوصيات الثقافية، البيئية، التراثية والطبيعية.

خلال هذا المنتدى، عمل 44 متحدثا من مختلف التخصصات ومن أكثر من 15 بلدا، خلال يومين بالعيون جنوب المغرب، على تنشيط حلقات للنقاش وموائد مستديرة حول مفهوم المدينة البيئية-التكنولوجية، حيث تتعايش الابتكارات التكنولوجية مع حماية النظام الإيكولوجي والتنمية المستدامة.

يكتسي النقاش حول هذا المفهوم أهمية بالغة خاصة بالنسبة للمدن الإفريقية. وفي الواقع، يتزايد التوسع الحضري في إفريقيا بوتيرة سريعة للغاية يرافقه نمو ديموغرافي غير مسبوق، حيث تضاعفت الساكنة الحضرية بين 1995 و2018، لتصل إلى 472 مليون شخص (40٪ من سكان العالم)، ومما لاشك فيه أن لهذا النمو تداعيات كبيرة على تنمية وتحول القارة الإفريقية. إن معدل ومدى التوسع الحضري لا يغيران الملامح والمعطيات الديموغرافية للقارة فحسب، بل يؤثران كذلك على النتائج الاقتصادية، البيئية والاجتماعية.

وعيا منها بهذه التحديات، عملت مؤسسة فوسبوكراع على نشر رؤيتها المرتبطة بالتخطيط الحضري من أجل خدمة التنمية البشرية. وفي هذا الإطار يجسد مشروع تكنوبول فم الواد، الذي تم تقديمه خلال هذا المنتدى، إلى جانب مشاريع المدينة الخضراء لابن جرير والقطب الحضري لمازاغان ونماذج أخرى من المدن العالمية، النهج المزدوج الذي يجعل من التكنوبول مدينة مبتكرة ومحترمة للخصوصيات البشرية والطبيعية.

تجدر الإشارة إلى أن هذا المنتدى الأول اختتم بعقد اجتماع لجميع المشاركين ساهموا من خلاله في إرساء أسس ميثاق "المدينة البيئية-التكنولوجية".