كيف يمكن تحسين الأمن الغذائي عندما تتأثر محاصيل الحبوب الرئيسية في بلد معين، مثل القمح، الشعير أو الذرة بالظواهر المناخية التي لا يمكن التنبؤ بها ؟
بالنسبة لإقليم الرحامنة بالمغرب، كان الحل هو إدخال محصول الجديد، لم يسبق زراعته من قبل في المنطقة :الكينوا.
التحدي
يتميز إقليم الرحامنة بالمغرب أساسا بتواجد المجتمعات القروية بشكل كبير. وعلى الرغم من قلة التساقطات المطرية وكذا التربة الفقيرة من المواد المغذية، فإن المنطقة تعتمد بشكل كبير على الأنشطة الفلاحية لإنتاج الغذاء. مع استمرار التغيرات المناخية في التأثير على محاصيل الحبوب الرئيسية، تبرز حاجة الفلاحين إلى المساعدة لضمان القدرة على إطعام الساكنة وكسب لقمة العيش من أراضيهم.
مكنت الشراكة بين جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P) ومركز بحوث التنمية الدولية (CRDI)في كندا وكذا المركز الدولي للزراعة الملحية (ICBA) في الإمارات العربية المتحدة من تكوين فهم واضح حول أهمية الرفع من إنتاج الكينوا لتحقيق الأمن الغذائي وخاصة في المناطق القروية الهشة.
لماذا الكينوا ؟
بالمقارنة مع الحبوب مثل الشعير، القمح والذرة، فإن الكينوا أكثر مقاومة للجفاف، كما أنها مصدر هام للبروتين غير الحيواني، وتحظى بإعجاب وتقدير عدد متزايد من النباتيين حول العالم.
ارتفع سعر الكينوا في العالم أجمع، ولكن الفلاحين لا يستفيدون دائما من ذلك
من المثير للاهتمام التوفر على محصول غني وأسواق محتملة، ولكن من الضروري اليوم ولوج الفلاحات إلى المعرفة والخبرة المنبثقة عن أحدث الابتكارات الصناعية من أجل الاستفادة منها في أنشطتهن.
وفي هذا الإطار صرحت حفيظة الفلاحي، أحد الفلاحات المحليات والكاتبة العامة لإحدى التعاونيات : "بسبب زيادة الطلب ارتفعت أسعار الكينوا، ولكن الفلاحين لا يستفيدون دائما من ذلك. يكفي إلقاء نظرة على الكاكاو والقهوة، إنها من المحاصيل الشائعة في جميع أنحاء العالم، ولكن الفلاحين لا يمكنهم العيش من هذه الموارد. ولهذا السبب، كنا في حاجة إلى دعم جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية في إنشاء التعاونيات".
ما هو الهدف من هذه المبادرة ؟
مكنتنا الشراكة مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ومركز بحوث التنمية الدولية من تطوير وإدخال أصناف جديدة ومتطورة من الكينوا ثبت أنها أكثر غنى بالمواد المغذية من الأصناف العادية. إن هذا أمر مشجع.
نقوم بعد ذلك بتقييم البذور مع الأخذ في عين الاعتبارات مختلف الممارسات الفلاحية، ثم نعمل على تكييفها بأفضل طريقة ممكنة من أجل ضمان مردودية مرتفعة للفلاحين المحليين ". يصرح عبد العزيز حيريش من المركز الدولي للزراعة الملحية.
ارتفعت مردودية الكينوا بحوالي 150٪
خلال السنوات الأولى من التجارب، مكنتنا الأبحاث من رفع مردودية الفلاحين المحليين بنسبة 20٪. اليوم وبعد 5سنوات، ارتفعت المردودية بنسبة 150٪. لنفكر في جميع الاحتمالات التي تكشف عنها هذه الأرقام في طموحنا لتغذية ساكنة العالم.
إلى حدود اليوم، استهدفت هذه المبادرة أكثر من 2000 فلاح بفضل توفير دورات تكوينية وتطبيقية على أرض الميدان. ومع ذلك، لا يتعلق الأمر بإعادة التفكير في طريقة زراعة الكينوا، بل أيضا بمساعدة الفلاحين خلال نقل محصول الكينوا من الحقل ومواكبتهم في تسويقها عبر إرشادهم حول كيفية إدماجها في التغذية اليومية للساكنة وكذا تطوير منتجات مختلفة من الكينوا تتلاءم تماما مع المطبخ المغربي، مثل الكسكس، الخبز وكذا الحلويات التقليدية.
وهكذا، لا تمكن هذه المبادرة من الرفع من دخل الفلاحين فقط، بل تساهم في استفادة المستهلكين أيضا من خلال تمكينهم من مصدر للبذور المغذية والغنية بالبروتين.
ماذا كانت النتيجة ؟
"بدأ كل شيء بالتكوين. علمنا فريق جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية كيفية استخدام الأساليب الزراعية المبتكرة بالإضافة إلى الأصناف الجديدة للبذور والأسمدة ذات الجودة العالية". توضح حفيظة الفيلالي.
"كانت هذه التجربة غنية لأن بعض كبار السن في القرية لم يدرسوا من قبل أبدا. لقد جعلنا ذلك شبانا من جديد !"
"تمكنا كذلك من مشاركة تاريخ قريتنا الجميلة مع فريق جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، بالإضافة إلى بعض الممارسات القديمة التي كنا نشتغل بها في الحقول "
حفيظة اليوم هي الكاتبة العامة لتعاونية محلية. "نساهم جميعا اليوم في تكوين نادي للحصول على أفضل سعر. غالبا، لا يحصل منتجو الكينوا سوى على 8٪ من القيمة النهائية للمنتوج، والآن نحن قادرون على الاستفادة أكثر من خلال هذه المبادرة".
"هذا يعنى أن لدينا المزيد من الأموال للقيام بالاستثمارات، مما يساعدنا على تحسين أساليبنا وتسويق منتجنا لأكبر عدد من الأشخاص. وعلى المدى البعيد، سيجلب ذلك المزيد من الأموال للإقليم الذي يعتبر في الوقت الحالي من بين أفقر الجهات بالمغرب.
"ليس هذا فقط، ولكن النساء الأخريات، مثلي، تلعبن دورا هاما في إدارة هذه التعاونيات. نشعر أننا نتحكم في مصيرنا أكثر من أي وقت مضى. من كان يظن أنني سأكون كاتبة عامة في يوم من الأيام !".
وسوم
لمعرفة المزيد
رؤيتنا من أجل إفريقيا
من خلال 60٪ من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، تتواجد قارتنا في صلب التحدي المتمثل في تغذية الساكنة العالمية.
لماذا العمل على تشخيص الأسمدة ؟
من خلال منح النباتات المواد الغذائية الجيدة. يمكننا الرفع من المردودية والتقليل من النفايات.
التعليم من أجل استلهام التغيير
نستثمر في التعليم لتمكين المجتمعات من الولوج إلى المعرفة وبث الحياة في أفكارهم.